تؤرق البطالة البلدان المتحضرة والمتخلفة على السواء كمشكلة عالمية تلقي بظلالها على أوجه الحياة المختلفة، وبلادنا يحتل مركزا متقدما بين دول العالم في تزايد أعداد العاطلين عن العمل فقد صنف البنك الدولي معدل البطالة في اليمن أنها الأعلى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا متوقعا أن يبقى عند مستوى مرتفع خصوصا بين الشباب، فالشباب هم الأكثر تضررا من الأوضاع القائمة في البلد وهم يمثلون نحو ثلث السكان بحسب احصائيات رسمية للعام 2014م. وفي العام 2015م ارتفع معدل البطالة في اليمن إلى مستوى غير مسبوق إذ بلغت حوالي 64% حسب بعض التقارير الدولية. ويفسر الارتفاع المخيف في نسبة بطالة الشباب اليمني أساسا إلى التدهور الأمني والسياسي والاقتصادي الذي تعيشه البلاد وتوقف الاستثمارات وتدهور العملة المحلية. وساهم الوضع العام في اليمن من تأزم حالة الشباب وعزز المخاوف من استقطاب الشباب اليائس من قبل المنظمات المتطرفة. ومع استمرار الوضع القائم في اليمن تفاقمت المشكلات حتى بلغت حد الكارثة الإنسانية حيث تشير تقديرات البنك الدولي في مارس آذار 2017م أن 17 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي (نحو 60% من مجموع السكان) بالإضافة إلى 7 ملايين آخرين يعانون من الانعدام الشديد في الأمن الغذائي.

محافظة حضرموت ومع كونها محافظة محررة والوضع الأمني فيها أكثر استقرار إلا أنها لا تختلف كثيرا عن سائر المحافظات من حيث بطالة الشباب إلا أن المعاناة لا زالت قائمة مما سببت أزمة في الوضع المعيشي لكثير من الأسر خصوصا تلك التي يعيلها الشباب.

استهدف المشروع محافظة حضرموت وهو عبارة عن برنامج تدريبي يهدف الى تمكين خريجي المؤسسات التعليمية خلال العام 2021م وذلك لتحسين مهاراتهم بتخصصاتهم للوصول الى مستوى قادر على المنافسة دولياً ومحليا. خلال هذا البرنامج تم تدريب خريجي المؤسسات التعليمية بأربعة مجالات وهي : الديكور والتصميم الداخلي، كتابة السيناريو، المراسل التلفزيوني، وايضاً في إدارة الموارد البشرية. أَقيم البرنامج التدريبي بجمهورية مصر العربية وفي معاهد عريقة ولديها الخبرة الكافية بتلك المجالات. وبعد انتهاء التدريب بتلك الدورات، سيتم ادراج المتدربين للتطبيق العملي في الشركات والمؤسسات المحلية أو الإقليمية وذلك لتطبيق كل ما تعلموه وزيادة معارفهم ومساعدتهم في الحصول على عمل من خلال اتاحة المجال لهم في التطبيق بتلك المؤسسات والشركات.  عدد المستفيدين من هذا المشروع 20 من خريجي المؤسسات التعليمية ممن مر على تخرجهم أقل من سنة.

هذا البرنامج يأتي بتمويل من مؤسسة العون للتنمية وإشراف وتنفيذ من مؤسسة حضرموت - تنمية بشرية.